مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/03/2022 07:41:00 م

مستقبل وتداعيات أزمة الغاز بين روسيا وأوروبا
 مستقبل وتداعيات أزمة الغاز بين روسيا وأوروبا 
تصميم الصورة وفاء مؤذن 

 استكمالاً للمقال السابق ...

 عند وصول| الغاز الروسي إلى أوروبا، يتم تعبئته في خزاناتٍ خاصة، ويجب أن يبقى مخزون تلك الخزانات عند حدودٍ معينةٍ لا تقل عن 80% من سعتها كي تبقى أوروبا ضمن المنطقة الآمنة

ولكن ذلك المخزون انخفض إلى 47% في الفترة الأخيرة، فشعرت |أوروبا| بأنها في خطرٍ شديدٍ يهدّد أمنها الاستراتيجي، خاصةً في ظروف فصل الشتاء القاسية

 حيث تزداد الحاجة المنزلية للغاز،ويتم توفير تلك الحاجات على حساب المنشآت الصناعية، وهذا طبعاً سيؤثر على الاقتصاد الأوروبي.

تداعيات انخفاض الاحتياطي الأوروبي من الغاز:

لم يسبب انخفاض احتياطي الغاز الأوروبي إلى ضرب |الاقتصاد |فقط، بل ارتفعت أسعار الغاز المنزلي عدة أضعافٍ أيضاً، ومن المرجّح أن ترتفع أكثر في حال عدم الوصول إلى حلٍّ سريعٍ لهذه المشكلة، ولكن ما هي المشكلة أصلاً، ولماذا حدثت؟ 

 هناك عدة أسباب أوصلت أوروبا إلى هذه المشكلة، ولعلّ أهمها هو عودة الطلب الكبير في آسيا على الغاز الطبيعي بعد |جائحة كورونا|، حيث عادت المصانع إلى العمل بعد توقفها

 والسبب الثاني هو البرد الشديد الذي تميّز به فصل الشتاء هذا العام، ما يعني المزيد من الطلب على الغاز، ولكن هذه الأسباب عالمية ولا تختص بها دول أوروبا فقط، فما هي الأسباب الخاصة بأوروبا؟

لماذا انخفض احتياطي الغاز الأوروبي؟

نقص الامداد الروسي لأوروبا من الغاز منذ بداية الصيف، وذلك بحجّة حاجة |روسيا |إلى تأمين احتياطياتها من الغاز قبل الشتاء وقبل تصديره

 وزعمت روسيا بأن ذلك ليس ناتجاً عن أية أسبابٍ سياسية، ولكن زعماء أوروبا لم يقتنعوا بتلك الحجج، واعتبروا أن روسيا تسعى لخلق أزمة طاقةٍ في أوروبا، لكي تضغط عليها في الخلاف القائم بسبب أزمة| أوكرانيا|

 وهذا كان الهدف الأول لروسيا في افتعال أزمة الغاز الأوروبية، فما هو الهدف الثاني؟

خط الغاز المباشر بين روسيا وألمانيا:

أرادت روسيا أن تضغط على أوروبا عموماً وعلى| ألمانيا |خصوصاً من أجل تنفيذ خطٍ جديدٍ للغاز يربط بين روسيا وألمانيا مباشرةً، مع العلم أن ذلك الخط قد تمّ تنفيذه فعلاً

ولكن ألمانيا لم تنتهِ من أعمال المصادقة على عمله بعد وهي تماطل في ذلك، وقد أعلن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" صراحةً بأن أزمة الغاز الأوروبية ستنهي بمجرّد مصادقة ألمانيا على عمل ذلك الخط الجديد

وهذا أيضاً شكلٌ من أشكال الضغط الذي تمارسه روسيا على أوروبا مستغلةً ورقة الغاز.

مواقف معارضة لخط الغاز الجديد:

لا ينال خط الغاز الروسي الجديد رضى وموافقة الكثير من الدول الأوروبية، وكذلك أبدت |الولايات المتحدة الأمريكية |اعتراضها عليه، فمن شأن ذلك الخط أن يمنح روسيا المزيد من السيطرة على الطاقة في أوروبا، وسيجعلها قادرةً على فرض ارادتها على أوروبا في نواحٍ كثيرة

 وهذا طبعاً ليس في مصلحة الولايات المتحدة التي تتزعّم العالم الحالي، وكل ذلك يخلق المزيد من المشاكل السياسية والاقتصادية في أوروبا.


اقرأ المزيد...

سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.